للأسف الشديد فأن التعاطي العربي مع إسرائيل في الأعم ينطلق من أحد منطلقين متناقضين وخطيرين في آن معاً، وهما التهويل والتهوين. فهناك قسم من العرب يتعامل مع إسرائيل من منطلق التهويل، وتصويرها وكأنها بعبع لا قبل لأمة العرب به، وأن أفضل صور التعاطي مع هذا البعبع يتمثل بالتوافق معه وقبول ما يتفضل به على اعتبار أن أي مواجهة مع هذا الكيان ستنتهي بخسارة محققة. وأولئك الذين يتبنون مثل هذه المقاربات هم دعاة الحلول الإستسلامية وأرباب الفكر الإنهزامي، الذين لا يتوانون في تبرير كل تنازل لإسرائيل وتقديمه على أنه " أفضل ما يمكن احرازه " في ظل موازين القوى القائمة، ولسان حالهم يقول " ليس بالإمكان أفضل مما كان ". والذي يلاحظ السجالات الفكرية على صدر صفحات بعض الصحف العربية يلمس بسهولة وجود نخب متخصصة في تكريس هذه الصورة لإسرائيل ومهاجمة أولئك الذين أخذوا على عاتقهم التصدي لوجودها السرطاني في قلب الأمة، والإستهزاء بهم والتقليل من شأنهم والتشكيك في دوافعهم.
نظرية " بيت العنكبوت "